العنف يقتحم الجامعات... في ظل انعدام الانضباط التي يخشى نتيجتها الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان

العنف يقتحم الجامعات... في ظل انعدام الانضباط التي يخشى نتيجتها الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان

  • العنف يقتحم الجامعات... في ظل انعدام الانضباط التي يخشى نتيجتها الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان

افاق قبل 2 سنة

العنف يقتحم الجامعات... في ظل انعدام الانضباط التي يخشى نتيجتها الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان

المحامي علي ابوحبله

الصراعات الداخلية وحالات الشجار والاقتتال والعنف الذي يقتحم الجامعات .. ثقافه غريبه بات تسود مجتمعنا الفلسطيني بسبب غياب سلطة القانون تحت مسميات الغطاء التنظيمي او العشائري وهلم جرا

فقد كثرت في الآونة الأخيرة حالات الصراع الداخلي بغض النظر عن أسبابه سواء اجتماعية أو سياسية أو غيرها  ، وتنوعت أشكالها من الصدامات العنيفة في مخيم جنين بين شبّان المخيم والأجهزة الأمنية ، إلى الخلافات والشجارات  العشائرية في مدينة الخليل ، والى الاقتتال بين المئات من  طلبة  جامعتي بيرزيت والخليل مما أدى إلى إغلاق جامعة بيرزيت لمدة يومين وأسبوع لجامعة الخليل . واخر تلك الشجارات المؤسفه  ما حصل اليوم في محيط الجامعه الامريكيه وقد ذهب ضحيتها  الشاب مهران خليلية “٢١ عاما” من قرية جبع في جنين وسلم المشتبه  نفسه للشرطة الفلسطينية. وفق ما أفاد به العقيد لؤي ارزيقات. وتم   تعليق الدوام اليوم السبت مع إخلاء حرم جنين من الطلبة، وتجميد الكتل الطلابية وأنشطتها داخل الجامعة.

وكان شجار وقع اليوم في محيط الجامعة العربية الامريكية في منطقة الزبابدة في جنين ادى لمقتل الشاب خليلية طعنا بآلة حادة واصابة ٣ آخرين نقلوا لتلقي  العلاج في مستشفيات  المدينة .واصدرت الجامعه الامريكيه بيان جاء فيه نتابع  بمسؤولية عالية تداعيات الحدث الذي وقع خارج أسوار الجامعة، وندعو إلى ضرورة ضبط النفس، وضرورة تقصي الحقائق من مصادرها، ونرفض أي شكل من أشكال العنف داخل أو في محيط الحرم الجامعي، وندعو الأجهزة الأمنية إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها من خلال التواجد المستمر لقوى الأمن في المنطقة.

هذه الاحداث المؤسفه التي يكاد  لا يمر أسبوع ، إلا ونسمع عن مشكلة أو شجار أو اقتتال وأحيانا باستخدام السلاح الناري في هذه المدينة أو تلك القرية أو ذاك المخيم أو التجمع السكاني أو الجامعة ‘وارتفاع نسبة الجرائم في المجتمع الفلسطيني  حيث أفاد تقرير صادر عن الشرطة الفلسطينية، أن معدل جريمة القتل ارتفع في فلسطين بنسبة 69 ٪، فيما ارتفعت الجريمة ومظاهر العنف بنسبة 40 ٪ منذ بداية عام 2021 حتى يونيو/ حزيران  ، مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2020.

الجامعات الفلسطينية... إغلاقات مستمرّة وياتي  تعليق الدوام في الجامعه الامريكيه امتدادا لحالات تعليق دوام، في جامعة الخليل وبيرزيت وغيرهم من جامعات الوطن في الضفة الغربيه والقدس وغزه  ، جرّاء أحداث عنف شهدتها الجامعات مؤخرا.

فقد شهد محيط جامعة القدس في أبو ديس في العاشر من الشهر الجاري، إطلاق نار كثيف، ما دفع مجلس اتحاد الطلبة في الجامعة إلى الإعلان عن "تعليق الدوام مع عدم التواجد" في الجامعة منذ الأربعاء و"حتى إشعارٍ آخر".

وحمّل المجلس، حينها، "الحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية وعلى رأسها وزير الداخلية، المسؤولية الكاملة عن الفلتان الأمني الذي يحصل في محيط الجامعة".

وكذلك الامر ذاته حصل في الخليل وبيرزيت والعديد من الجامعات ، ان الرابح والمستفيد الوحيد من هكذا وضع يتم فيه تمزيق النسيج الاجتماعي وضرب السلم الأهلي الفلسطيني و غياب الوحدة الاجتماعية والوطنية، هو الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا، والمستوطنون الذين يواصلون مخطط التوسع الاستيطاني وفرض سيطرتهم وقوتهم في مصادرة الاراضي الفلسطينيه من اصحابها قسرا  بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال وجيشه.

ان  إشاعة الفوضى والاقتتال والفلتان في ظل غياب سلطة القانون الذي تتحمل مسؤوليته الحكومه ، وان حالة الفوضى والفلتان التي نشهدها يغذيها الاحتلال لغياب ثقافة الوعي وانحراف البعض  بتعاطيه للمخدرات والمشروبات  ، ما ادى لانتشار الجريمه وتفكك البنيان المجتمعي و بذلك  تنحرف  البوصلة عن الاحتلال  وتضعف  مقاومة الشعب الفلسطيني لسياساته ، ويستغل حالات الاقتتال الداخلي لأهداف سياسية ، أقلها استثمار هذا الوضع والتذرع به لإطالة أمد احتلاله لأرضنا وشعبنا بالضبط مثلما استغل الاقتتال والانقسام في غزة عام 2007.

إن العامل الرئيسي لانتصار الشعب الفلسطيني على الاحتلال وسياساته هو بثقافة الوعي التي بنتنا نفتقدها  ونفتقد معها النسيج  المجتمعي المتمثل بتماسك ووحدة المجتمعى والتلاحم والتضامن  وتوجيه كل الطاقات والجهود لمحاربة الاحتلال والمستوطنين ، فبدون التلاحم  الاجتماعي والوحدة الوطنية بمفهومها الأوسع من الوحدة الحزبية والفصائلية لا يمكن أن ننتصر  ونخشى من الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان الامني

إن الخروج من حالة الصراع والاقتتال والشجارات الداخلية يتطلب جهدا كبيرا ومستمرا وبعيد الأمد ، يبدأ من الأسرة والنظام التربوي الذي من المفترض أن يكون قادرا على تنشئة أجيال تتمثل بقيم التسامح وتجسّد مبدأ الإيثار وتغليب المصلحة العامة واحترام سيادة القانون، كما يتوجب على الأحزاب والفصائل السياسية واليسارية  والتقدمية بشكل خاص ، استعادة دورها الاجتماعي والتربوي الذي تميزت به تاريخيا. كما انه توجد مسؤولية خاصة على زعماء وشيوخ العشائر الفلسطينية في درء الفتنة وحقن الدماء ووضعهم أمام مسؤولياتهم الوطنية. وبتنا  امام ظواهر باتت تتطلب قرارات واجراءات رادعه لاعاده الهيبه لسلطة القانون واحترام حرمة الجامعات وجميعها تتحمل مسؤوليته الحكومه

التعليقات على خبر: العنف يقتحم الجامعات... في ظل انعدام الانضباط التي يخشى نتيجتها الانزلاق لمربع الفوضى والفلتان

حمل التطبيق الأن